Wednesday, 22 February 2017

الرياضة العقلية والجسدية
 
ربّما يستغرب كثير من الناس إذا ذُكرت أمامهم أنواع من الرياضة لا يضطر فيها اللاعب إلى تحريك أيّ من عضلات جسمه. فالرياضة ارتبطت منذ بدء التاريخ بالقدرات الجسدية الخاصة باللاعبين. وتتعدّد أنواعها لتشمل الألعاب التي تختصّ بالركض والقفز والألعاب الكروية والقوى الأولمبية والسباحة، والألعاب القتالية كالملاكمة والكاراتيه والجودو والتايكواندو والكيك بوكسينغ، وألعاب العروض ورفع الأثقال وكمال الأجسام.
أما الألعاب الجسدية الفكرية فهي تلك التي يتعاون فيها اللاعب مع وسيلة أخرى ويعتمد فيها على دقّة الملاحظة بالإضافة إلى المجهود الجسدي كالفروسية وسباقات السيّارات والرماية والقوس والريشة الطائرة.

 
أمّا مفهوم الرياضة الفكرية فقد تعزّز في زمننا الحاضر وباتت تنافس الرياضات الجسدية التقليدية في بعض الدول كروسيا وبريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية مثلاً.
ونجد تنوّعاً في الألعاب الفكرية يشابه إلى حدّ ما التنوّع الخاص بالألعاب الجسدية. وعلى الرغم من أنّ لعبة الشطرنج أو "لعبة الملوك" كما يروق للبعض تسميتها تأخذ الحيّز الأكبر من مفهوم الرياضة الفكرية فإنّ ألعاباً أخرى تجذب أعداداً  كبيرة من الممارسين والجماهير عبر العالم.
من تلك الألعاب ما يأخذ طابعاً شبه حركيّ كالبلياردو، ومنها ما يتّخذ طابع الجلوس والتفكير العميق أو سرعة البديهة كالداما والسكرابل، ومنها ألعاب النرد (الزهر) وأشهرها المونوبولي والريسك. ولا تتوقّف نوعية الألعاب الفكرية عند هذا الحدّ بل تمتدّ لتشمل مجموعة كبيرة من الألعاب التي يستطيع اللاعب أن يمارسها وحده بمعزل عن وجود أيّ منافس كألعاب الجرائد والمجلات مثلاً كالكلمات المتقاطعة وهي أشهرها، والكلمة الضائعة وكلمة السرّ وإيجاد الفوارق والمتاهات المختلفة الأشكال والأنواع.
 
 
 نشأة الرياضة

 
تدل الآثار المصرية على أن المصريين القدماء كانوا يمارسون أنواعاً من الرياضة منها المصارعة والرقص، ولاشك أن الرياضة أثبتت نفسها كعامل مهم لتدريب المحاربين. وفي كثير من اللوحات صورا لفراعنة مصر وهم يمارسون صيد الأسود والغزلان بالقوس أثناء ركوبهم عرباتهم الحربية.
وتدل آثار العصر اليوناني مثل الملعب الأولمبي باليونان، على أن العديد من الرياضات كانت تنظم لها المسابقات للمشاركين من بين البلاد اليونانية. وقد استوحيت العديد من الرياضات من الأنشطة التي قام بها الإنسان البدائي مثل مطاردة الفريسة من أجل لقمة العيش فقد استوحي منها رياضة العدو والرماية، القفز لتجاوز الكوارث الطبيعية وقد استوحي منه رياضة القفز، السباحة في البحر، وصيد الأسماك وقد استوحي منها رياضة السباحة، استعمال الخيل للتنقل وقد استوحي منها رياضة سباق الخيل.
وهناك أيضا الرياضات التي كان يمارسها الصينيون منذ الآلاف السنين حيث كانوا يلعبون كرة القدم بالحديد.
أهمية الرياضة الجسدية
 
الرياضة تلعب دوراً أساسياً في إفادة  الجسم البشري فهي تؤدي إلى تقليل من نسبة الإصابة بمرض السكري وأمراض القلب والشرايين، وتحافظ على الوزن المثالي وعلى ذاكرة أفضل كما أنها تزيد الثقة بالنفس.
والرياضة لا تتطلّب  قضاء ساعات طويلة في صالة التمارين الرياضية، بل يمكن ممارستها في الهواء الطلق مع ضرورة إضافة القليل من الحركة للروتين اليومي.
ومن إيجابيات ممارسة الرياضة أنّها:
- تقلّل من نسبة الإصابة بمرض السكري
- تتحكم أفضل بنسبة سكر الدم
- تقلّل من نسبة الإصابة بأمراض القلب والشرايين والكولسترول
- تُحافظ  على الوزن
- تمنحنا ذاكرة أفضل
-تحافظ على المفاصل
-- تزيد  الثقة بالنفس
 
 
أهمية الرياضة الفكرية
الرياضة الفكرية  تعود الى ما يقارب المئتي سنة قبل الميلاد ، وأغلب الدراسات تتفق ان الشطرنج انتاج هندي ، انتقل الى الصين دون ان يسجل حضورا ، وحين انتقل الى بلاد العرب ، عرف ازدهارا كبيرا.
تكمن أهميّة الرياضة الفكرية أنّها تعود على المرء بالتفكير القويم ، ومن أهم أنواعها الشطرنج  الذي اهتمّ به كبار اللاعبين وكان هارون الرشيد وابناؤه من أمهر اللاعبين ، وأبدى كبار الشعراء العرب اهتماما بهذه الرياضة الفكرية الممتعة ، فتداولها ابو الطيب المتنبي وأبو العلاء المعري، رغم كونه ضريرا ،وابن الرومي  وعمر الخيام.
 
 
أضرار الرياضة
 
أضرار الرياضة تأتي من حالتين:
-ممارسة الرياضة  بشكل خاطئ مع إهمال بعض الأمور يؤدي إلى  :
الإعياء، والإغماء، وذلك بسبب ممارسة الرياضة تحت أشعة الشمس الحارقة، أو تحت درجات حرارة عالية جداً.
فقدان سوائل الجسم، وجفافه، وذلك بسبب عدم شرب الماء بشكل كافٍ.
آلام في المعدة، واضطرابات في الجهاز الهضمي، وذلك بسبب ممارسة الرياضة بعد الأكل مباشرة، أو قبل النوم.
-ممارسة الرياضة الشاقة مع إهمال في نيل قسط من الراحة، وعدم تناول الغذاء المناسب، وتناول الحبوب المنشطة الخاصة بالرياضيين، مما يؤدي ذلك إلى عدة أضرار:
سوء الهضم في المعدة، وارتجاع المعدة.
الإصابة بالكدمات، أو الكسور، أو تمزع في أربطة الجسم، التي تنتج عن ممارسة بعض أنواع الرياضة.
إضعاف جهاز المناعة، وحدوث خلل في مستوى بعض الهرمونات.
 
  من هنا نقول نردّد القول :" العقل السليم في الجسم السليم"، ما يعني أنّ سلامة الجسد تؤثّر في سلامة العقل، وبالتّالي على الإنسان أن يحرص على أن يُبقي جسده سليمًا معافًا حرصه على بقاء عقله سليمًا معافًا كذلك.

No comments:

Post a Comment