Thursday, 9 February 2017

الملك و البستاني-ميرا دمشقية و راشيل حمود



الملك و البستاني.
في مملكةٍ كبيرةٍ, في بلدٍ بعيدٍ, كان يتولّى الحكم ملكٌ عظيمٌ يُدعى "تيودور". كانت هذه المملكةُ محيطةً بالعديد من البساتين و الحدائق الواسعة, تفوحُ منها رائحةٌ ذكيةٌ من الأزهار الجميلة و الثمار الشهية.
و في هذه الجنائن, كان يعيشُ في كوخٍ صغيرٍبستانيٌ يُدعى "شادي", يعتني بأراضي الملك. و لهذا البستاني الأرمل ولدٌ إسمهُ "كريم" في العاشرة من عمره, أما للملك فتاةٌ إسمها "سارة" في الخامسة عشرة من عمرها.
في يومٍ من أيام فصل الربيع الدافئ, و بينما كان الملك العظيم يتنزهُ في الحديقة و يتمتّع بجمال الشجيرات         و الورود, لفتَ إنتباهه مشهدٌ بغيضٌ: لاحظ أنّ نبتته المفضلة "آناييس" ذابلة. غضب الملك و دعا البستاني لرؤيته و مناقشته بالموضوع. فعندما أتى البستاني, راح الملك يوبّخه و يهدّده بفصله عن العمل بسبب عدم إهتمامه بالنبتة. فبدأ شادي بالتوسل إلى الملك و طلب منه الرّحمة و قال له : " أرجوك أيها الملك, لا تفصلني عن عملي, إنّي بحاجةٍ إلى عملي لمعيشةِ ولدي و تربيته. و قد أكون قادراً على مساعدتك في يومٍ ما." فضحك الملك و قال له: "و ماذا يمكن لبستانيّ ضعيفٍ و فقيرٍمثلكَ أن يفعل؟ و مع ذلك, سأسامحك, و لن أفصلك عن العمل, إذهبْ"
و في إحدى الليالي, إستيقظ الملك على صراخ إبنته "سارة". هرعَ إلى غرفتها للإطمئنان عليها. فحين دخل وجدها ملقاة على الأرض و جلدها ملطّخ ببقع حمراء و زرقاء. فطلب "تيودور" من وزيره أن يبحث عن أحسن و أشهر الأطباء في البلد.
و يوماً بعد يوم, كانت تسوءُ حالة الأميرة أكثر فأكثر, ولم يستطع أيّ من الأطباء معالجتها, ففقد الملك الأمل      و يئس. في اليوم التالي, قرع البستاني بابَ القصرِ و طلب مقابلة الملك. إقترحَ عليه أن يعالج إبنته بدواءٍ صنعه من الأعشاب و النباتات المفيدة للصحة. فقال الملك للبستاني:" ما أدراك أنت في الطب؟" فأجابه: "ثق بي, لقد داويت إبني الذي أُصيبَ بنفس المرض ,بهذا العلا ج,عندما كان في الرابعة من عمره.
قبل الملك عندئذٍ إقتراح "شادي" و سمح له بمعالجة ابنته. دخَلَ البستاني جناح الأميرة , أعطاها ألدواء,              و طلب منها أن تتناوله مرتّين يومياً. بعد مرور يومين, بدأت "سارة" بالتحسن, فنزل الملك الى الحديقة مسروراً, و هرع إلى كوخِ البستاني و شكرهُ لمساعدته التي أنقذت حياة الأميرة, كما انه إعتذرمنه لسوء معاملته.
و لردّ الجميل , قدّم الملك "تيودور" ,إلى "شادي", مبلغاً كافاً من المال لتعليم إبنه.
العبرةُ من هذه الأقصوصة هي: ربّما كان الضعيفُ للقويّ عوناً.  
 




راشيل حمود و ميرا ديمشقية           3eme1

No comments:

Post a Comment