الملك و البستاني.
في مملكةٍ
كبيرةٍ, في بلدٍ بعيدٍ, كان يتولّى الحكم ملكٌ عظيمٌ يُدعى "تيودور".
كانت هذه المملكةُ محيطةً بالعديد من البساتين و الحدائق الواسعة, تفوحُ منها
رائحةٌ ذكيةٌ من الأزهار الجميلة و الثمار الشهية.
و في هذه
الجنائن, كان يعيشُ في كوخٍ صغيرٍبستانيٌ يُدعى "شادي", يعتني بأراضي
الملك. و لهذا البستاني الأرمل ولدٌ إسمهُ "كريم" في العاشرة من عمره,
أما للملك فتاةٌ إسمها "سارة" في الخامسة عشرة من عمرها.
في يومٍ
من أيام فصل الربيع الدافئ, و بينما كان الملك العظيم يتنزهُ في الحديقة و يتمتّع
بجمال الشجيرات و الورود, لفتَ إنتباهه مشهدٌ بغيضٌ: لاحظ
أنّ نبتته المفضلة "آناييس" ذابلة. غضب الملك و دعا البستاني لرؤيته و
مناقشته بالموضوع. فعندما أتى البستاني, راح الملك يوبّخه و يهدّده بفصله عن العمل
بسبب عدم إهتمامه بالنبتة. فبدأ شادي بالتوسل إلى الملك و طلب منه الرّحمة و قال
له : " أرجوك أيها الملك, لا تفصلني عن عملي, إنّي بحاجةٍ إلى عملي لمعيشةِ
ولدي و تربيته. و قد أكون قادراً على مساعدتك في يومٍ ما." فضحك الملك و قال
له: "و ماذا يمكن لبستانيّ ضعيفٍ و فقيرٍمثلكَ أن يفعل؟ و مع ذلك, سأسامحك, و لن أفصلك
عن العمل, إذهبْ"
و في إحدى
الليالي, إستيقظ الملك على صراخ إبنته "سارة". هرعَ إلى غرفتها
للإطمئنان عليها. فحين دخل وجدها ملقاة على الأرض و جلدها ملطّخ ببقع حمراء و
زرقاء. فطلب "تيودور" من وزيره أن يبحث عن أحسن و أشهر الأطباء في
البلد.
و يوماً بعد
يوم, كانت تسوءُ حالة الأميرة أكثر فأكثر, ولم يستطع أيّ من الأطباء معالجتها,
ففقد الملك الأمل و يئس. في اليوم التالي, قرع البستاني بابَ
القصرِ و طلب مقابلة الملك. إقترحَ عليه أن يعالج إبنته بدواءٍ صنعه من الأعشاب و
النباتات المفيدة للصحة. فقال الملك للبستاني:" ما أدراك أنت في الطب؟"
فأجابه: "ثق بي, لقد داويت إبني الذي أُصيبَ بنفس المرض ,بهذا العلا ج,عندما كان في الرابعة من عمره.
قبل الملك
عندئذٍ إقتراح "شادي" و سمح له بمعالجة ابنته. دخَلَ البستاني جناح
الأميرة , أعطاها ألدواء, و طلب منها أن تتناوله مرتّين يومياً. بعد
مرور يومين, بدأت "سارة" بالتحسن, فنزل الملك الى الحديقة مسروراً, و
هرع إلى كوخِ البستاني و شكرهُ لمساعدته التي أنقذت حياة الأميرة, كما انه
إعتذرمنه لسوء معاملته.
و لردّ
الجميل , قدّم الملك "تيودور" ,إلى "شادي", مبلغاً كافاً من
المال لتعليم إبنه.
العبرةُ
من هذه الأقصوصة هي: ربّما كان الضعيفُ للقويّ عوناً.
راشيل حمود و ميرا ديمشقية 3eme1
No comments:
Post a Comment